الميدان الرياضي : هكذا نكافح شغب الملاعب !!
التاريخ : 2017-11-19

هكذا نكافح شغب الملاعب !!

صالح الراشد

 



يختلف الشغب بين اللفظي أو الجسدي , لكن في شتى الظروف فان أي من هذه الادوات تؤدي الى عزوف طبقات معينة من المجتمع عن ملاعب كرة القدم بالتحديد, فمن يخجل من سماع شتائم معيبة ومهينة لن يعيد تجربة الحضور الى الملاعب, ومن يتعرض الى العنف أو يشاهد هذه المناظر المؤلمة سيكون حضوره للمرة الاخيرة, وبالتالي يتم تفريغ المدرجات بطريقة مستمرة غير ممنهجة من نوعية محددة من الجماهير, وهم الباحثين عن المتعة والاستمتاع بأجواء كرة القدم, وهؤلاء هم النوعية الأفضل لجمهور اللعبة, لكن كما اسلفت هم في طريقهم الى الزوال كالطبقة الوسطى في مجتمعنا والتي ستختفي قريبا.


وهنا يكون السؤال المطروح بقوة وهو, من يقوم بحماية هؤلاء من سماع الشتائم أو مشاهدة مناظر العنف؟, وهل هناك أصلا من يحارب شغب الملاعب؟, أم ان الامر يناسب تطلعات البعض حتى يبقى في صورة الحدث على أنه يخلق الحلول.


أول المخطئين ومن يتحملون جريرة استمرار شغب الملاعب هم الاعلاميون, والسبب ان غالبية الاعلامين موزعين في ولاءاتهم وانتماءاتهم بين الاندية, فما يحرمونه على البعض يحللونه للاخر, وبالتالي ضاعت مصداقية هؤلاء, واصبحت الرسالئل التي يوجهونها الى المشاهدين غير مرغوبة لفقدانها للمصداقية, فأصبح بعض الاعلاميين جزء من المعضلة لا جزء من الحل, فمنهم من يظهر عيوب فريق وبنفس الوقت يتستر على الاخر.!!


الاغرب اننا وللان لم نجد اعلامي أو وسيلة اعلامية او حتى خبير في مكافحة الشغب يتحدث عن الموضوع بمنهاجية الكلمة والعمل, فما نجده مجرد حديث كالسرات يختفي عند الوصول اليه, فالاعلام لا يقوم بوصف ظواهر الشغب كما تحصل, كما ان الغالبية العظمي لا تضع الحلول خوفا من الرد الجماهيري لبعض الاندية التي قد تبدا بالشتم وتوجيه الاهانات للاعلامي في حال انتقد جمهور فريق معين, وهذا بحد ذاته يبين مدى 'جبن' الاعلامي, اضافة الى افتقاد العمق في تحليل ظاهرة الشغب وايجاد الحلول بل ان بعض من يعالجون قضايا الشغب لديهم حسابتهم الخاصة وانحيازهم الخاص وتعصبهم الذي يطغى على سلامة قراراهم سواء من العاملين في الاعلام أو العمل الاداري بل من المنظومة التي يجب ان تحارب شغب الملاعب, فكيف نصل الى حلول والمتخصصين في ايجاد الحلول لا يستطيعون ان يجدوا حلا للتعصب في داخلهم للفرق الرياضية التي يشجعونها.


ان ما يجري يحتاج الى اعادة ترتيب أولويات الاعلاميين واصحاب القرار في مكافحة شغب الملاعب, فالاولوية الاولى يجب ان يكون الوطن وصورته الراقية حتى لو تم معاقبة نصف جماهير الاندية ومنعهم من دخول الملاعب, أو منع مجموعة محددة تشتهر باثارة الفوضي وابعادهم عن رياضتنا قبل ان يلوثوها, اضافة الى تغليظ العقوبات على الجماهير وليس على الاندية, كما على الاعلام ان يأخذ دوره الحقيقي دون اهتمام بالولاءات , وان يدرك حجم الدور الهام له في اعادة تنظيم قيم المجتمع السليمة من خلال توجيه رسائل منظمة وواضحة المعالم لا تحمل لبسا الى الجماهير في محاولة لتغيير السلوك العدائي الذي يرافق حضوهم الى المباريات.


فيما يقع على كاهل المنظمين للاحداث الرياضية ضرورة مراعاة توفير المستلزمات الانسانية لحضور الجماهير من طريقة سليمة لبيع التذاكر ومواقف مناسبة للسيارات وسهولة الدخول والخروج من الملاعب ووجود مرافق صحية مناسبة, اضافة الى ذلك وجود رقابة صارمة بالكاميرات على الجماهير لتحديد هوية المخطيء, وهذا أمر تحديدا يسعد الكثير من الجماهير التي تأتي للاستمتاع ويغضب من نريدهم خارج الملاعب.

عدد المشاهدات : [ 823 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .